dler: المحتوى الرائج على يوتيوب Popular Content on YouTube
‏إظهار الرسائل ذات التسميات المحتوى الرائج على يوتيوب Popular Content on YouTube. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات المحتوى الرائج على يوتيوب Popular Content on YouTube. إظهار كافة الرسائل
الحكم على بنزيما بالسجن لمدة 10 اشهر مع ايقاف التنفيذ
الحكم على بنزيما بالسجن لمدة 10 اشهر مع ايقاف التنفيذ
ردا على منشور هشام شارم الذي افتتحه وابتدأه - كأنه يمارس علينا الوصاية - بأسلوب أمرٍ لا رجعة فيه ولا تفكير ولا تجادل؛ "هاجر حيث تحس بالكرامة والأمان فذاك وطنك"، وهي دعاية مباشرة لجمع أغراض حقيبة الرحيل، لا للبحث عن سبل عيش أرحب وأوّفر ضاقت مساعيها أو انعدمت بوطنك، بل للبحث عن وطن أخر يأويك ( أو يحويّك وهو التعريف الأمثل والصريح)، مقابل أن تكون على استعداد ولا ذرة مشكلة لديك في أن تتخلى وتبيع الوطن.. أن تبيّع وتتاجر في الهوية. وقبل أن أسترسل في نفض الغبار عن ما غاب أو - غُيّب عمدا - من حسابات وتحليلات هشام، لا بد من الميل على، والإشارة إلى، مقطوعة غنائية مثلت وجسدت أعظم ما قيل ليومنا هذا في الحنين إلى/ حب الوطن، وهي رائعة "فين غادي بيا خويا"؛ للمجموعة العظيمة والغنية عن التعريف (ناس الغيوان).. ومن يتذوقون كلماتها، يستشعرون حجم الشرخ وكمية الحنين الذي يردّد بها أعضاء الفرقة لازمة " وأنا ما نسيت" خلف صوت العربي باطما، وهو بدوره؛ ببحة صوته المعدُدة والمُسمِيّة لعدد من ذكريات وأماكن ارتباطه / تجذره البدوي، يبدي أسفاً على تلك الأيام / الموطئ الجميل/ة التي لن تعود ويحن لها حنين العاشق لصدر معشوقته.. ذكريات وأماكن قد تبدو للمتلهفين للمال والهرب سخيفة وتافهة.. أنا ما نسيت البنديـــر أنا ما نسيت القصبــة أنا ما نسيت الموسـم والخيل سربة سربــة أنا ما نسيت البوب ولا مجمع الطلبـــــــة أنا ما نسيت دواري يــا بــلاد القصبــــــة أنا ما نسيت العْشيـرة ولا گمـــــح الرحبـــة. كلمات وأماكن تبدو للجانحين للرفاه، بغض النظر عن طبيعة ونوع التنازلات التي ستطلب منهم، كلمات شاعرية لم تعد صالحة في زمن المادة والمال، وتنوع الكماليات، التي أصبحت بقوة الدعاية الاستهلاكية، من الضروريات المفروض تواجدها في نمط الاستهلاك اليومي لحياتنا. وفي مشهد رائع لعادل امام من فيلم السفارة في العمارة، لحظة كان يساوم مع سمسار عقارات على سعر شقته الكائنة بالعمارة التي افتتح (الكيان الص*ه*ي*و*ن*ي) سفارته بها، ويستعجل التخلص منها قبل أن يشيع وينتشر الخبر وتفقد قيمتها وينفُر الجميع من المساومة فيها؛ حين كانا جالسين في وضعية تقابل أمام مكتب المحامي، كان السمسار يسأله ويساومه عن عدد الأمتار، ونوع الخشب، وحجم الترابيز، والموقع.. وبعد اختلاف بسيط حول السّعر، قبل أن يعلم السمسار موقعها الجغرافي ويمتنع عن الشراء مغادرا مكتب المحامي بلا "سلام عليكم"، أوّرد عادل أمام حكمة في حواره معه: - انتم تعيّرون الشقة بالمتر والترابيز والخشب.. وأنا أبيعك ذكريات، وطفولة، وأحلام، وأشياء كثيرة جميلة عشتها خلف الجدران. كل يقيس الوطن بوزن الأشياء التي هو في حاجة إليها وتنقصه. ونحن لسنا في الحاجة إلى وطن، بل في حاجة ماسة لانقاذ الوطن من من جعلوه أسودا مُرا ومُظلما في عيوننا، لا نتردد في لعنه كل ما واتتنا الفرصة لذبحه، ولا نخفي رغبتنا في ركله خلفنا والمضي قدما لما نعتقده؛ هي الحياة. قد تمنحك واحدة من دول أوروبا فرصة شراء سيارة، ارتداء ملابس أنيقة؛ التحوّز عل بطاقة بنكية، السفر.. وتفتح في وجهك حرية (مسيّجة) بقيود من حرير قاتل، لا تنتبه لخناقِها المشدود لرقبتك إلا حينما تحسّ بدوامة منظومة الاستهلاك وقد ابتلعتك ويكون الوقت فات للعودة ، فتضطر للتعايش والتصالح مع الوضع غصبا عنك، في المقابل، فقدت نفسك .. قد تشعر ببعض الأمان والحرية فيها.. وقد تُمكنك من الجنسية بعد سنوات من استغلالك أحقر وأبشع استغلال.. قد تعطيك واحدة من دول أوروبا كل هذا وأكثر، لكنها لن توفر لك دفء كَنف الوطن.. ولن تمنحك هوية.. وستصير بلا جذور.. وستفقد كينونة. ستبقى في أعين تلك الدولة ذاك المهاجر اللقيط الذي هرب من وطنه باحثاً عن فضاء أرحب .. ستبقى ذاك المستغيث الذي لجأ لها هربا من الفقر واللآمان في وطنه.. ستعامل معك، مهما كانت عدد السنوات التي قضيتها فيها، مواطنا من درجة (ب) في كل شيء تقريباً.. صحيح أن الحياة في الوطن لم تعد تطاق، لكن؛ ألم تسأل نفسك السؤال الذي يفترض عليك سؤاله بمجرد ما يأتي اسم أوروبا على اللسان: هل استيقظ الأوروبيون ذات صباح ووجدوا حُضنها ناعما كما هو الآن؟ أم أن تضحيات جسام قدمت، وثمن غال دفع، من أجل أن يصير ما هي عليه الآن؟ لم تبلغ أوروربا ما بلغته بالدعوات ولا بالتبرّك للسماء.. ولم يحصل مواطنوها على كل هذه المكتسبات والحريات لو كان من قبلهم فكر في الهرب بحثا عن النجاة بمفردهم.. ولم تحصل كل هذه التطورات بالبكاء والشكوى.. ولم تصل لما وصلته بالإتكالية والأنانية .. دُفع الثمن باهضاً وقُدمت تضحيات بالجُملة.. دماء سالات ورقاب طارت.. على طول 120 سنة.. كانت أوروبا تنهض وتقوم على جثث المضحيّين، ويُغسل عارها بدماء المناضلين، وتنظف الأوطان بشعر جماجم من قالوا (لا)؛ حين قال الجميع (نعم).. مشكلتنا أن لا أحد يريد أن يضحي ويحلم بوطن جاهز.. ويبتغي امرأة جاهزة.. ويطمح لحياة جاهزة.. لا أحد يريد أن يدفع الثمن. الجميع يريد جني الغلة. وما قيمة الوطن، إذا، إن لم تَفْديه. ب.س: مقياس العظمة تختلف مقاديره من شخص لآخر، فمن يعتبر ريدوان عظيما، الشيخ امام عند آخرين اعظم.. ومن يأخذ كريس مونتانا قدوة.. هناك من يعلق صورة العربي في غرفته ويلقي عليه تحية الصباح.. ويقول له: - شكراً. والله أعلم عاوتاني
ردا على منشور هشام شارم الذي افتتحه وابتدأه - كأنه يمارس علينا الوصاية - بأسلوب أمرٍ لا رجعة فيه ولا تفكير ولا تجادل؛ "هاجر حيث تحس بالكرامة والأمان فذاك وطنك"، وهي دعاية مباشرة لجمع أغراض حقيبة الرحيل، لا للبحث عن سبل عيش أرحب وأوّفر ضاقت مساعيها أو انعدمت بوطنك، بل للبحث عن وطن أخر يأويك ( أو يحويّك وهو التعريف الأمثل والصريح)، مقابل أن تكون على استعداد ولا ذرة مشكلة لديك في أن تتخلى وتبيع الوطن.. أن تبيّع وتتاجر في الهوية. وقبل أن أسترسل في نفض الغبار عن ما غاب أو - غُيّب عمدا - من حسابات وتحليلات هشام، لا بد من الميل على، والإشارة إلى، مقطوعة غنائية مثلت وجسدت أعظم ما قيل ليومنا هذا في الحنين إلى/ حب الوطن، وهي رائعة "فين غادي بيا خويا"؛ للمجموعة العظيمة والغنية عن التعريف (ناس الغيوان).. ومن يتذوقون كلماتها، يستشعرون حجم الشرخ وكمية الحنين الذي يردّد بها أعضاء الفرقة لازمة " وأنا ما نسيت" خلف صوت العربي باطما، وهو بدوره؛ ببحة صوته المعدُدة والمُسمِيّة لعدد من ذكريات وأماكن ارتباطه / تجذره البدوي، يبدي أسفاً على تلك الأيام / الموطئ الجميل/ة التي لن تعود ويحن لها حنين العاشق لصدر معشوقته.. ذكريات وأماكن قد تبدو للمتلهفين للمال والهرب سخيفة وتافهة.. أنا ما نسيت البنديـــر أنا ما نسيت القصبــة أنا ما نسيت الموسـم والخيل سربة سربــة أنا ما نسيت البوب ولا مجمع الطلبـــــــة أنا ما نسيت دواري يــا بــلاد القصبــــــة أنا ما نسيت العْشيـرة ولا گمـــــح الرحبـــة. كلمات وأماكن تبدو للجانحين للرفاه، بغض النظر عن طبيعة ونوع التنازلات التي ستطلب منهم، كلمات شاعرية لم تعد صالحة في زمن المادة والمال، وتنوع الكماليات، التي أصبحت بقوة الدعاية الاستهلاكية، من الضروريات المفروض تواجدها في نمط الاستهلاك اليومي لحياتنا. وفي مشهد رائع لعادل امام من فيلم السفارة في العمارة، لحظة كان يساوم مع سمسار عقارات على سعر شقته الكائنة بالعمارة التي افتتح (الكيان الص*ه*ي*و*ن*ي) سفارته بها، ويستعجل التخلص منها قبل أن يشيع وينتشر الخبر وتفقد قيمتها وينفُر الجميع من المساومة فيها؛ حين كانا جالسين في وضعية تقابل أمام مكتب المحامي، كان السمسار يسأله ويساومه عن عدد الأمتار، ونوع الخشب، وحجم الترابيز، والموقع.. وبعد اختلاف بسيط حول السّعر، قبل أن يعلم السمسار موقعها الجغرافي ويمتنع عن الشراء مغادرا مكتب المحامي بلا "سلام عليكم"، أوّرد عادل أمام حكمة في حواره معه: - انتم تعيّرون الشقة بالمتر والترابيز والخشب.. وأنا أبيعك ذكريات، وطفولة، وأحلام، وأشياء كثيرة جميلة عشتها خلف الجدران. كل يقيس الوطن بوزن الأشياء التي هو في حاجة إليها وتنقصه. ونحن لسنا في الحاجة إلى وطن، بل في حاجة ماسة لانقاذ الوطن من من جعلوه أسودا مُرا ومُظلما في عيوننا، لا نتردد في لعنه كل ما واتتنا الفرصة لذبحه، ولا نخفي رغبتنا في ركله خلفنا والمضي قدما لما نعتقده؛ هي الحياة. قد تمنحك واحدة من دول أوروبا فرصة شراء سيارة، ارتداء ملابس أنيقة؛ التحوّز عل بطاقة بنكية، السفر.. وتفتح في وجهك حرية (مسيّجة) بقيود من حرير قاتل، لا تنتبه لخناقِها المشدود لرقبتك إلا حينما تحسّ بدوامة منظومة الاستهلاك وقد ابتلعتك ويكون الوقت فات للعودة ، فتضطر للتعايش والتصالح مع الوضع غصبا عنك، في المقابل، فقدت نفسك .. قد تشعر ببعض الأمان والحرية فيها.. وقد تُمكنك من الجنسية بعد سنوات من استغلالك أحقر وأبشع استغلال.. قد تعطيك واحدة من دول أوروبا كل هذا وأكثر، لكنها لن توفر لك دفء كَنف الوطن.. ولن تمنحك هوية.. وستصير بلا جذور.. وستفقد كينونة. ستبقى في أعين تلك الدولة ذاك المهاجر اللقيط الذي هرب من وطنه باحثاً عن فضاء أرحب .. ستبقى ذاك المستغيث الذي لجأ لها هربا من الفقر واللآمان في وطنه.. ستعامل معك، مهما كانت عدد السنوات التي قضيتها فيها، مواطنا من درجة (ب) في كل شيء تقريباً.. صحيح أن الحياة في الوطن لم تعد تطاق، لكن؛ ألم تسأل نفسك السؤال الذي يفترض عليك سؤاله بمجرد ما يأتي اسم أوروبا على اللسان: هل استيقظ الأوروبيون ذات صباح ووجدوا حُضنها ناعما كما هو الآن؟ أم أن تضحيات جسام قدمت، وثمن غال دفع، من أجل أن يصير ما هي عليه الآن؟ لم تبلغ أوروربا ما بلغته بالدعوات ولا بالتبرّك للسماء.. ولم يحصل مواطنوها على كل هذه المكتسبات والحريات لو كان من قبلهم فكر في الهرب بحثا عن النجاة بمفردهم.. ولم تحصل كل هذه التطورات بالبكاء والشكوى.. ولم تصل لما وصلته بالإتكالية والأنانية .. دُفع الثمن باهضاً وقُدمت تضحيات بالجُملة.. دماء سالات ورقاب طارت.. على طول 120 سنة.. كانت أوروبا تنهض وتقوم على جثث المضحيّين، ويُغسل عارها بدماء المناضلين، وتنظف الأوطان بشعر جماجم من قالوا (لا)؛ حين قال الجميع (نعم).. مشكلتنا أن لا أحد يريد أن يضحي ويحلم بوطن جاهز.. ويبتغي امرأة جاهزة.. ويطمح لحياة جاهزة.. لا أحد يريد أن يدفع الثمن. الجميع يريد جني الغلة. وما قيمة الوطن، إذا، إن لم تَفْديه. ب.س: مقياس العظمة تختلف مقاديره من شخص لآخر، فمن يعتبر ريدوان عظيما، الشيخ امام عند آخرين اعظم.. ومن يأخذ كريس مونتانا قدوة.. هناك من يعلق صورة العربي في غرفته ويلقي عليه تحية الصباح.. ويقول له: - شكراً. والله أعلم عاوتاني
ردا على منشور هشام شارم الذي افتتحه وابتدأه - كأنه يمارس علينا الوصاية - بأسلوب أمرٍ لا رجعة فيه ولا تفكير ولا تجادل؛ "هاجر حيث تحس بالكرامة والأمان فذاك وطنك"، وهي دعاية مباشرة لجمع أغراض حقيبة الرحيل، لا للبحث عن سبل عيش أرحب وأوّفر ضاقت مساعيها أو انعدمت بوطنك، بل للبحث عن وطن أخر يأويك ( أو يحويّك وهو التعريف الأمثل والصريح)، مقابل أن تكون على استعداد ولا ذرة مشكلة لديك في أن تتخلى وتبيع الوطن.. أن تبيّع وتتاجر في الهوية. وقبل أن أسترسل في نفض الغبار عن ما غاب أو - غُيّب عمدا - من حسابات وتحليلات هشام، لا بد من الميل على، والإشارة إلى، مقطوعة غنائية مثلت وجسدت أعظم ما قيل ليومنا هذا في الحنين إلى/ حب الوطن، وهي رائعة "فين غادي بيا خويا"؛ للمجموعة العظيمة والغنية عن التعريف (ناس الغيوان).. ومن يتذوقون كلماتها، يستشعرون حجم الشرخ وكمية الحنين الذي يردّد بها أعضاء الفرقة لازمة " وأنا ما نسيت" خلف صوت العربي باطما، وهو بدوره؛ ببحة صوته المعدُدة والمُسمِيّة لعدد من ذكريات وأماكن ارتباطه / تجذره البدوي، يبدي أسفاً على تلك الأيام / الموطئ الجميل/ة التي لن تعود ويحن لها حنين العاشق لصدر معشوقته.. ذكريات وأماكن قد تبدو للمتلهفين للمال والهرب سخيفة وتافهة.. أنا ما نسيت البنديـــر أنا ما نسيت القصبــة أنا ما نسيت الموسـم والخيل سربة سربــة أنا ما نسيت البوب ولا مجمع الطلبـــــــة أنا ما نسيت دواري يــا بــلاد القصبــــــة أنا ما نسيت العْشيـرة ولا گمـــــح الرحبـــة. كلمات وأماكن تبدو للجانحين للرفاه، بغض النظر عن طبيعة ونوع التنازلات التي ستطلب منهم، كلمات شاعرية لم تعد صالحة في زمن المادة والمال، وتنوع الكماليات، التي أصبحت بقوة الدعاية الاستهلاكية، من الضروريات المفروض تواجدها في نمط الاستهلاك اليومي لحياتنا. وفي مشهد رائع لعادل امام من فيلم السفارة في العمارة، لحظة كان يساوم مع سمسار عقارات على سعر شقته الكائنة بالعمارة التي افتتح (الكيان الص*ه*ي*و*ن*ي) سفارته بها، ويستعجل التخلص منها قبل أن يشيع وينتشر الخبر وتفقد قيمتها وينفُر الجميع من المساومة فيها؛ حين كانا جالسين في وضعية تقابل أمام مكتب المحامي، كان السمسار يسأله ويساومه عن عدد الأمتار، ونوع الخشب، وحجم الترابيز، والموقع.. وبعد اختلاف بسيط حول السّعر، قبل أن يعلم السمسار موقعها الجغرافي ويمتنع عن الشراء مغادرا مكتب المحامي بلا "سلام عليكم"، أوّرد عادل أمام حكمة في حواره معه: - انتم تعيّرون الشقة بالمتر والترابيز والخشب.. وأنا أبيعك ذكريات، وطفولة، وأحلام، وأشياء كثيرة جميلة عشتها خلف الجدران. كل يقيس الوطن بوزن الأشياء التي هو في حاجة إليها وتنقصه. ونحن لسنا في الحاجة إلى وطن، بل في حاجة ماسة لانقاذ الوطن من من جعلوه أسودا مُرا ومُظلما في عيوننا، لا نتردد في لعنه كل ما واتتنا الفرصة لذبحه، ولا نخفي رغبتنا في ركله خلفنا والمضي قدما لما نعتقده؛ هي الحياة. قد تمنحك واحدة من دول أوروبا فرصة شراء سيارة، ارتداء ملابس أنيقة؛ التحوّز عل بطاقة بنكية، السفر.. وتفتح في وجهك حرية (مسيّجة) بقيود من حرير قاتل، لا تنتبه لخناقِها المشدود لرقبتك إلا حينما تحسّ بدوامة منظومة الاستهلاك وقد ابتلعتك ويكون الوقت فات للعودة ، فتضطر للتعايش والتصالح مع الوضع غصبا عنك، في المقابل، فقدت نفسك .. قد تشعر ببعض الأمان والحرية فيها.. وقد تُمكنك من الجنسية بعد سنوات من استغلالك أحقر وأبشع استغلال.. قد تعطيك واحدة من دول أوروبا كل هذا وأكثر، لكنها لن توفر لك دفء كَنف الوطن.. ولن تمنحك هوية.. وستصير بلا جذور.. وستفقد كينونة. ستبقى في أعين تلك الدولة ذاك المهاجر اللقيط الذي هرب من وطنه باحثاً عن فضاء أرحب .. ستبقى ذاك المستغيث الذي لجأ لها هربا من الفقر واللآمان في وطنه.. ستعامل معك، مهما كانت عدد السنوات التي قضيتها فيها، مواطنا من درجة (ب) في كل شيء تقريباً.. صحيح أن الحياة في الوطن لم تعد تطاق، لكن؛ ألم تسأل نفسك السؤال الذي يفترض عليك سؤاله بمجرد ما يأتي اسم أوروبا على اللسان: هل استيقظ الأوروبيون ذات صباح ووجدوا حُضنها ناعما كما هو الآن؟ أم أن تضحيات جسام قدمت، وثمن غال دفع، من أجل أن يصير ما هي عليه الآن؟ لم تبلغ أوروربا ما بلغته بالدعوات ولا بالتبرّك للسماء.. ولم يحصل مواطنوها على كل هذه المكتسبات والحريات لو كان من قبلهم فكر في الهرب بحثا عن النجاة بمفردهم.. ولم تحصل كل هذه التطورات بالبكاء والشكوى.. ولم تصل لما وصلته بالإتكالية والأنانية .. دُفع الثمن باهضاً وقُدمت تضحيات بالجُملة.. دماء سالات ورقاب طارت.. على طول 120 سنة.. كانت أوروبا تنهض وتقوم على جثث المضحيّين، ويُغسل عارها بدماء المناضلين، وتنظف الأوطان بشعر جماجم من قالوا (لا)؛ حين قال الجميع (نعم).. مشكلتنا أن لا أحد يريد أن يضحي ويحلم بوطن جاهز.. ويبتغي امرأة جاهزة.. ويطمح لحياة جاهزة.. لا أحد يريد أن يدفع الثمن. الجميع يريد جني الغلة. وما قيمة الوطن، إذا، إن لم تَفْديه. ب.س: مقياس العظمة تختلف مقاديره من شخص لآخر، فمن يعتبر ريدوان عظيما، الشيخ امام عند آخرين اعظم.. ومن يأخذ كريس مونتانا قدوة.. هناك من يعلق صورة العربي في غرفته ويلقي عليه تحية الصباح.. ويقول له: - شكراً. والله أعلم عاوتاني